نظر من حوله . .فلم يجد سوي الاطلال ..
اطلال مدينه عظيمه متهدمه .. كان يوما من الايام درة العالم .. و زهرته المنيره .. كانت منارة العلم .. الذي اعتقد
سكانها انها دائمه الي ابد الابدين ..
ولكن " دوام الحال من المحال "
فقد دارت الدائره و اعادت ما حدث مع كل القوي العظمس في العالم . .
الحروب و الدسائس و المؤامرات ..
الاسلحه و القنابل و المتفجرات ..
كلها اشياء اوصلت بها الي هنا ..
الغطرسه و القوة العنتريه اخذتهم الي .. ان حدث بهم ما حدث .. ووصلوا الي ما وصلوا اليه ..
راقب القوات التي تمر امامه في غطرسه ..
فاختبأ خلف جدار من الجدران المتهدمه ..
و اخذ يلعن قواد شعبه الذين اوصلوهم الي ما هم فيه .. بغطرستهم .. وسعيهم وراء مصالحهم و ما يزيد و يثبت قوتهم و اقدامهم في وجدان شعوب الارض ..
نظر الي العلم الذي يرفرف علي سطح الدبابات .. بلونه الاسود و الكلام المكتوب عليه .. و اصابه خليط من الشعور ..
الحنق علي من احتلوا قومه ..
والاحترام لعدم اذيتهم لاحد .. و عدلهم و حكمتهم ..
مرت القوات بسلام فتنفس الصعداء . .حتي مع علمه بانهم اذا ما رأوه لن يمسوه بسوء ..
قرر الذهاب الي الشاطيء .. مكملا حنق نشاعره .. لعل الشاطيء يخفف من حدة ما يجيش بصدره من مشاعر حانقه .. تقدر الامواج علي اخذها بعيدا و تجدد مشاعره كما تجدد مياه الشاطيء ..
لفت نظره التمثال الرابض علي مرمي بصره قرب الشاطيء ..
الذي كان يوما رمزا و ايقونه للحريه .. التي يتشدق بها مسئولي دولته ..
هاهو التمثال يقف وحيدا .. يرفرف عليه نفس العلم الاسود .. يقف دليلا علي من الاقوي ..
واسفل منه يقف علم دلوته مهترأ ممزقا ..
بلونيه الازرق و الاحمر.. و النجوم المتناثره !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق