السبت، 10 يناير 2015

دعابة قاسية

ها انا ذا اجلس ف الحجرة الغريبه ، بدأ الامر عندما صارحت صديقي الاعز ( ايهاب ) بانني احتاج مدرس لمادة الفيزياء فانا لم ابدأ مع اي مدرس اخر ،
فرد علي "  واحد صاحبي قالي علي مدرس لسه بيبدأ بمجموعه جديده .. تيجي معايا ؟ "            
- " اسمه ايه المدرس ده ؟!"                              
 -"  كاظم انور  "                                                  
- "ما سمعتش بيه .. ده حلو ده"                            
رد بلا مبالاه : " ما اعرفش بس ده اللي موجود "
وهكذا وجدت نفسي اتي مع صديقي الي تلك المنطقه شبه النائية من مدينتي .. واجد نفسي ف هذه الغرفه العريبة .. 
غرفه كئيبه ومن منا لم يشعر بان غرف الدروس كئيبه !!
هذا امر هين .. ولكن الاضاءة .. كأنها تأتي من اللامكان .. تتغلل ف الحجرة و الهواء من حولي و لكن لا اجد مصدرا محددا لها ! ..  دخل المدرس مبتما ملقيا التحيه .. لا اعرف لماذا لم ارتح له .. طويل القامه ابيض البشره .. وسيم الملامح قاسيها .. شعره اسد فاحم طويل و لحيه كثة قليلا .. و يرتدي الاسود .. 
بدا يتكلم و قال " دلوقتي نبدأ الدرس ودقت ساعه الحائط معلنه انها السابعه والربع .

خرجت من الحصه ف تمام الساعه الثامنه والنصف ..
ولكن لا اعرف لماذا .. لا اذكر اي مما حدث ف الداخل
لا اذكر اي شيء عن المدرس او ما قاله او عن الماده اصلا ما هذا !!
خرجت .. وسيرت مع ايهاب نتسكع مع باقي اصدقائنا  الي ان عدت الي المنزل ..
حاولت ف منزلي حل بعض مسائل الغيزياء .. ووجدتني و يا للعجب احلها ببراعه . مع انني لا اذكر اي شيء  !! موقف اخر ادهشني .. عندما دخل ابي المنزل ومعه كيسا من اللحم .. احسست انني اريد ان ان انقض علي ذلك الكيس .. لم اعتدني شرها لللحم لهذه الدرجه !!
استمر ذهابي الي الدرس يوماز اسبوعيا .. ولشد ما تغيرت احوالي .. فلقد اصبحت بارعا للغايه ف الماده مع انني لا زلت لا افقه شيئا .. حتي ان حاولت استرجاع قانونا من القوانين وجدت انني لا اعرف شيئا .. 
ومع مواظبتي ع الدرس  و زياده براعتي .. اصبح اشتهائي لللحم والدم ف ازدياد شديد .. فكم من مره ضبط نفسي اكل قطعا من اللحم النيء الموجود ف الثلاجه .. و اصبحت اجرح نفسي حتي امتص الدم .. 
وجدت فترات ف يومي لا اذكر ما حدث فيها .. او ماذا فعلت ..

ولا زلت لا اذكر ما يحدث بحجره الدرس اذكر دخولي و خروجي .. شيئا اخر لاحظته .. ف اول يوم كنا 16 من الطلاب .. الان بعد شهر .. اصبحنا 7 طلاب .. اكل هؤلاء تركوا المدرس ... ملحوظه لم انتبه لها الا الان .. 
طبعا فعلت ما هو متوقع بحثت ف الانترنت .. الشيء الوحيد المتاح .. وجدت قائمه ليست بالقصيره من الامراض العقلية و الاضطرابات النفسيه ..
موقع وحيد الذي قرأت فيه ان ما انا فيه من علامات المس الشيطاني .. مس شيطاني !! 
ما هذا الهراء !!  مع التفكير الشديد وجدت ان اخر ما اذكره ف كل حصه دقة الساعه ال7 و الربع !!  و اليوم الثالث ذهبت الي الصيدليه و اشتريت سدادات اذن طبيه قبل الدرس .. وعندما دخلت الحجره ف السابعه مثل العاده وضعتها و بذلك اصبحت لا اسمع ما يدور حولي و دخل المدرس و اصبحت الساعه 7 و ربع .. تحولت الاضاءه اللي اللون الحمر و وبعد ان ازلت السدادات سمعت فحيح بسيط و حولي وجدت زملائي عيونهم حمراء كالدم .. و المدرس علي وجهه علامات شيطانيه .. و من جانبي وقف احدهم واتجه نحو لوح الشرح التي تحولت الي ما يشبه مدخل كهف يخرج منه منضده بارجل متحركه تقف بجانب المدرس الذي يساعد الطالب ف الرقود علي المنضده و تقييده با اصفاد ..

من ثم تحركت المنضده لداخل الكهف و سمعت ما يشبه القضم و المضغ ياتي من داخل الكهف مع الفحيح مع صوت ما يشبه اغنيه بلغه غريبه يرددها زملائي .. 
الان فاض بي الكيل مع صوت المضغ المتزايد .. تقيأت و صرخت و حاولت الهرب من هنا و لكن امسكني الطلبه و تقدموا نحو المدرس .. الذي اصبحت ملامحه غاضبه شيطانيه .. وقال لي بصوت كالفحيح " فوقت اخيرا و تريد الهرب ! الا تعرف ما انت ؟!  "
كنت ارتجف رعبا و قطرات من الدمع سالت من عيني وانا اقول " ايه اللي بتعملوه .. مقلب ده و لا ايه ؟! " 
- " مش عارف احنا بنعمل ايه !! بنرجع سيدنا بنرجعله قواه عشان يتجسد  .. بعلزبول  العظيم "  توقف قليلا ثم اكمل " انت لم تكن تعرف و نفسك اتحركت لوحدها .  كان لازم قرابين بشريه و عملنا الدرس عشا نجمعها .. انت ما عرفتش بس انت اللي نشرت الدرس وانت اللي جبتهم " 
نرت بدهشه و رعب " انااا !! انت .. انت "
رد بقسوه "  اه انت " ثم شمر عن ساعده الايسر و اراني و حمه متشكله علي شكل 666 .. 
وامسك ساعدي وقال " ديه علامه الاتصال و اهي ديه " 
ما دت بي الارض و قلت " اتصال " 
- " ايوه انا وانت من نسل سيطان .. عجبته انسيه نزل اتجوزها .. جينا من نسلهم .. احنا حاملي العلامات " 
ما هذا الذي يقوله انا من نسل شيطان .. ما هذا !!

ذلك لا يمكن ان يكون .. قلت بصوت مرتفع لااااااااا .  ثم حاولت ابعاد من يكبلني وانطلقت اجري خارجا من الدرس و اجري اجري الي ان وصلت منزلي .. ارتميت ع سريري  وتدثرت بكل الاغطيه التي وجدتها .. وشرعت ابكي وارتجف .. الي ان غرقت ف سبات عميق  

                        ****************

ف اليوم التالي  ايقظتني امي .. احسست وكأني قضيب سكه حديد مر من فوقه الف قطار .. ما هذا الارهاق .. احقا ما حدث البارحه .. وجدت 20 اتصال علي هاتفي من ايهاب .. توجست ثم قررت معاوده الاتصال به .. قال لي هراء عن ان كل ما حدث كان لعبا وتهريجا .. مداعبه قاسيه .. 
اخبرته انني لا احب ذلك .. ولن اذهب لذلك المدرس .. 
دعابه قاسية هاها .. هل انا غرير لاصدق ذلك.. 
هذا ما تأكدت منه عندما وجدت نفسي اصطحب زميلي الي تلك المنطقه النائيه .. 
تأكدت من ذلك عندما دخلت معه الي الدرس .. 
تأكدت من ذلك عند هجمت عليه .. واقتضمت قطعه من عنقه ف سقط ارضا  غير مصدق غارقا ف دمائه .. 
تأكدت عندما جررت جثته الي الداخل ..
انها حقا دعابة قاسيه !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق